(1)
كالقابضِ على أرواحٍ
بصليلٍ و تهليلْ
بين جموعِ شخوصٍ ملاًهم الغِبنُ
من على سفحِ جوديٍّ لم يُكشَف له نِقابُ
على أريكةِ الإلهِ الأكبر
بجانب الكأسِ الأولى ...أمدُّ يدي
و أتجرَّعُ زقومَ الوقتِ المتغربلِ على سفوحكِ المنتشيةِ بغبنها هي الأخرى
أمدُّ يدي
بين ألوفٍ من ألوفِ أيدي
و أقرعُ كأسيَ بكأسكِ
ثمَّ أغبُّ ماء القناديلِ المعلَّقةِ على أعمدةِ السَّخاءِ الأمِّي (سخاءً ما بعدهُ سخاء)
لتشتعِلَ على مُددٍ بيارق أطرافي كمشعلٍ ممسوس
فتُنيرُ بحلولها مساكنَ العَسَسِ
تُثيرُ في طريقها مكامنَ ليلٍ
توقِظُ خلايايا
و تُجبرني على النِّطقِ : هاوار ... هاو.....
فتصفعُني كلماتكم .. وأنتِ معهم : لا للحرِّيَّةِ المُثلى
لا للديمُقراطيَّة
لا للحُب
و نعم نعم نعم ....,,
أصمُتُ جاحِظاً ,أصمُتُ كغريقٍ , جاحِظاً
لأمسَحَ بعينيَّ الزِّيْفَ في نُطقِكُم
وأسحَبُ يديّ الجريحةَ برفقٍ
وأشدُّ بالأُخرى نِشابَ لساني
وأعدُّ بينَ خدوشِ السَّهمِ ناراً ,
أقفُ مُلَملِماً ماتبعثَر مني من دمٍ
وأقبِّلُ القرنفُلةَ جانبَ كأسي
أُرخي بعدها أصابعي
لتسقُطَ أشلاءَ جملكُم كضحايا آذارٍ
لتسقُطَ أعلامَكُم
لِتسقُطَ أقلامَكُم ... لتسقُط تسقُطْ تسقُطْ
فأراني أسقطُ أيضاً جريحاً,غريقاً في دِمائكم
أنتم ... يا من تُعلنونَ الوفاء .
حلب
2/4/2009
(2)
كإنسانٍ يهذي
كإنسانٍ ملأ رمادهُ أرجاءَ خِلوته
بكلِّ صمتٍ ... أمدُّ يدي
و أتحسَّسُ تَعِباً مكامنَ جروحي
ألعقُها باصبعي خائِراً ... فأقعُ في هاوية اللامكان
أقعُ كفارسٍ من على جوادٍ في أتونِ معارِكَ بائدة
والآف المُدى تقتُلُنيْ ,
أمدُّ يدي ... فأرى شخوصكم تتراقصُ أمامي
أراكم حولَ نارٍ اختلقتموها من حصبِ أجدادكم
أراكُم كجانٍ تتقافزون
أراكم .. أراكم .. أراكم
و أصرخُ ب لا
لا تجعلوا من عظاميَ حطبا
لا تُلفِقوا النَّارَ بنارٍ من جسدي
لا ترفعوا الَّلهيبَ إلى السَّما
فتُحرِقوا إزارَ ملائكةِ الله ها هُنا ... ( عُذرا إني أضيعُ)
لا تُحرِقوا إزارَ ملائكةِ الله ها هُناك , في الأعلى , هُنااااكْ
فأسقطُ على وجهي
وسوطٌ يجلِدُ ظهري ... رباعاً خماساً عُشاراً
و أضيعُ مرَّةً أُخرى في متاهةِ العد
وأظلُّ إلى أجلٍ مُغمى
إلى أن يأتيَ السُّوطُ و يوقظني مرَّةً أُخرى .
حلب
5/4/2009
No comments:
Post a Comment