Monday, 13 July 2009

غواياتُ جَحيمْ ... حيثُ تُحمَلُ الأوطانُ في الجُّعَبْ

حيثُ يكونُ اللامكان ... هناك
مُتلبِّساً بحضوري الكردي
مُعتكِفاً على جذعٍ عجوزٍ مُستلقيةً على افتراءِ الأرضِ الأكبر
يُرافِقني في هُدأتي شخوصٌ ... إثنانِ هُما
من محفَلِ العُقمِ حضِرنا
مُلتحفينَ بهواءِ الشَّمالِ الغريب... هواءُ آفستروب
و سُكرٌ يضاجعُنا
مُتخلِّلاً مضاجِعَ أنفاسِنا بكلِّ رخاءٍ و خلود
و صمتٌ يغتالُ حناجرنا ,
حيثُ اللامكانُ ... هناك
في غاباتِ أوفردرف
وأشجارُ سروٍ و عنَّابٍ تأطُرُنا
و الإفتراءُ العظيمُ بسكونِهِ يُبهِرُنا
نجلس
و ملائكةُ الخيالِ تشدُّنا إلى البعيد
إلى حيثُ يكونُ المستبدُّ هناك
إلى حيثُ يكونُ الوطنُ هناك
لتتشقُّقَ ألواحُ الرِّياحِ حولنا ... فنتحوُّلُ إلى سراب
كلاجئينَ ... كضائعينَ ... كمبتورينَ من ضلعٍ عظيمٍ نجلُسْ
و أنغامُ طمبورٍ تُحرِقُ بيادِرَ أراضينا,
حيثُ يكونُ الهُناكَ
قريباً من قُطبِ مملكَةِ الجليد
و إوزُّ الله و بطِّهِ يرمُقُنا
و طائِرُ الهوسكيدُ بذيلهِ الأزرقُ يرسُمُنا
نجلُسُ مُصغينَ إلى عراءِ الخليقةِ الأولى
الغوايةِ الأولى

إلى اليقينِ الأول

لتنبُتَ فجأةً ... بلا استئذانٍ
أجنحة على أكتافنا - بفعلِ فاعلٍ لم أعرفه-
تطيرُ بنا بلطفٍ
فتُغرقنا في غياهِبِ الغيوم
و تفتحَ صفحةَ أجسادنا على وجه السَّماءِ الجَّليل,
نعتلي قممَ جبالٍ
نغوصُ في هُزالِ غيمٍ تليْد
و نعودُ أطفالاً نمرحْ
مُمْلئينَ العرشَ ضحِكا
لترعُدَ بنا نُغتةً أصواتُ حوافِرَ تقتلِعُنا من سُباتِنا العميق,
نستيقظُ من سُباتٍ حالَ بنا
لنسقُطَ في هاويةِ السُّكون .
5/6/2009

Avnstrup - Denmark

No comments:

Post a Comment