Thursday 10 December 2009

Sigerslev

تظهرينَ مُتسلِّلةً إلى أدوارِ البطولةِ في حياةِ هارِبٍ من العدالةِ المُحترِقةْ

كسرابٍ

كغيمٍ يتلاشى ببُطئٍ في سماءٍ أُذعِنَ لها أن لا تُمطِرَ على أرضِيَ الموءودة

بكلِّ غُنجٍ و تكبُّرٍ أنثوي

بكُلِّ وصفٍ لحنانٍ

بكُلِّ خشوعٍ تقتربين

تهمسيْنَ في أُذُني ..مُمرِّرةً عبيْرَ السِّحرِ في رائِحةِ كفّكِ على وجهي :

ياااااااااااا إلهيَ الأوحد

ثُمَّ تُقبِّلينَ أُذُني بتؤدةٍ

لترعُدَ أوداجَ الملائكةَ على كتفي

ليُناديَ صوتٌ من أعماقِ أعماقِ صمتي :

ها هُنا

في بؤرةِ الفِسقِ هذه

في هذي الأرضِ اليراع

سأنطُقُ شِعراً لأجلِكِ

سأبني على جُثثِ اللامولودينَ جِسراً

لأوصِلَ غرانِقَ الحِبرِ المذلولِ إلى يبابِ الأرضِ البكور

سأمزُجُ الطُّحلَ بالتُّراب

سأزيدُها رحيقاً من شفتيْكِ

لأُجَسِّدَ جسداً من عقيقْ

تُقاطِعُني أنفاسُكِ حولي

و أنتِ تتسلَّلينَ ببُطئٍ في أروِقتي المُظلِمة

تملئين الوجْدَ ربيعاً

فيعتَنِقُ عبيرُكِ جِدارَ أنفاسِي

تُنيرينَ بعبورِكِ أغواراً

ضاعت فيها مِئاتُ الغانياتُ الهائماتْ

و تعبثينَ بأشيائي كطِفلةٍ

لم تَعي بعدُ ألغازَ الفناء

تتلذَّذين بمرجيْ

و تعتنقينَ الصُّراخَ الأوسط ,

كخيدعٍ مسلولٍ في غِمدِ وِشاحِ قمَرٍ

كملاكٍ

كنجمٍ مغمورٍ بأعيُنِ ألافِ عُشَّاقِ الحبِّ المُحرَّمِ تظهرين

وتخترقينني بكُلِّ عُنفٍ قُرْصانيْ

و تأخُذينني كما تشائين

مُعلِنةً إنتهاءَ الفصلِ الأوَّلِ من القصيدةْ.

Sigerslev

16\10\2009

Saturday 7 November 2009

أُنثى

ترتَسِخُ الكَلِمةْ

تنفَعِلُ نهاياتُها

و ترضَخُ لوقعِْها المُقَلُ ...

- قبل الإذعان–

رافِعةً إزارَها

بجدَائِلَ مرسومةٍ على الأكتُفِ السَّائِلة

حامِلةً بالمَخمَلِ الفيروزيِّ جِراراً

قاصِدةً ينابيعَ الله ,

زِيُّها اعتِناقُ الرَّبيع

و الشَّالُ القُزَحيُّ المُتطَايِرُ يَلُفُّها من الوّدجِ إلى الصَّهيلْ

تتمايَلُ الأرضُ بخَطوِها

و تسكَرُ بِوجدِها الغُصون

حَوَرٌ كجالٌ عينُها

أقواسٌ رِماحٌ أهدابُها

شُعراءٌ نُفوا .. تاهُوا في تُضاريسِ وجهِها

الأنفُ العَنيدُ كأميرٍ مُنتصِباً

و خَمرٌ مُعُتَّقٌ يَسيْلُ كينبوعٍ بينَ شِفاهِها .

- بعد الإناخة –

مُرخِيَةً أقمِشَتها السَّوْداء

و ليلُها المُتناثِرُ يُغيظُ الغُربانَ الكُحَّلْ

تحمِلُ بجذورٍ مُتراخِيةً خُرَقاً مُلَوَّثةً بالأحمرْ

قاصِدةً آلِهة الأرضِ البائِدة ,

زيُّها ... لا زيَّ لها

بل خريفٌ يلِفُّها من الوّدجِ إلى الصّقيعْ

تتمايَلُ أردافُها كعجوزٍ

لا .. لا .. ليسَ كعجوزٍ

تتمايَلُ أردافُها كطِفلةٍ اغتُصِبت بألفِ غُصنٍ و غُصنْ

بألفِ لِسانٍ و لسانْ

بألوفِ أيديْ ...

عينُها .. أهدابُها .. أنفُها .. و شِفاهُها المُقتِمةْ

ضاعت و نُفيَت في التَضاريسْ

و سِهامٌ .. رِماحٌ .. بنادِقٌ .. و قراراتْ

تجتاحُها .. لافِظَةً أنفاسُها الأخيرةْ .

ترتَسِخُ الكلِمةَ

تنفًعِلُ نهايَاتُها

و يُقفَلُ على القُبورِ بزهرةٍ بيضاءْ .

10/6/2009

SandHolm-Denmark

Thursday 22 October 2009

صَرِيْرٌ آخرْ لممْلكَةِ الثُّغاءْ

إليكَ

أيُّها القابضُ بمخلبكَ عُنفُقةَ السراب

لن أتطرَّقَ إلى الإبتذالِ الأعمى

سأنطُقُ شِعراً فقط ....,,,

خمرٌ , دُخانٌ

وكأسٌ يَطْفَحُ زَبَدُها الأحمرْ

سُكْرٌ ,...

أيا مُعْصِرَ التِّيهِ في بلادِ التاريْخِ فَلتَقُمْ

أيا مصلوباً

أيا باحِثاً عن عرشِ سُليمانَ

أيا مُخْتِماً

فَلْتَقُمْ

لِتُنْشِدَ مَزَاميْركَ و أحادِيْثَكَ و تراتيلَ إلهكَ و التوابعْ

على مدافِنِ أغصانِ يراعِ الكُرد ,...

فمَوَاتٌ مُعَتَّقٌ

مُسنَّنٌ

مُهَجَّنٌ يُنْطَقْ

و ضوضاءٌ صارِخةٌ , صمَّاءَ , تُحدَثْ

في عصرٍ , بِوَالُ الملائِكةُ مارِقةٌ فيها

في فرْسَخٍ مُلَغَّمٍ ببواريْدً لَفَظَتِ الإمتناعَ الأوَّلَ تِباعا,

فيا أيُّها المُخَرْدَلُ بروائِحِ أحذيةِ الشرْقِ الأوسَخْ

إعْتِقِ التَّاريْخَ

فَفِيها بُوَمٌ ثلجِيَّةٌ

واعتَنِقْ ... تَخَرْدَلْ كما تشاءْ ... كتابكَ الموروْثْ .


Sigerslev - Denmark

17\10\2009

Tuesday 29 September 2009

لِفِخاخِ أرضٍ أأرَقها الله

إليكم أحفادَ الجِنِّ والنقوشْ
يُقطرُ الوحْلُ غزيراً رقراقاً من ثُباتِ عينِ الغَسَقِ الأحمر
يَقطُرُ ترانيماً مُخَردَلَةٌ في أقبيةِ خلايا العفَنْ
يَقطُرُ صُراخاً
يَقطُرُ جأشاً ملعُونٌ ماضيها
بأحذيةِ جنرالاتِ البعثِ العَتاريْسْ ،
بنوافذها العالية المُحصَّنةِ بالحديدْ
بالفُسْفُسِ الخُدْنْ
برائِحةِ الجُّبنِ القديم ... تنطُقْ
و تنشُرُ تاريْخَ الإستبدادِ المُخَرْفَجْ
ذاكَ المُتْخَمِ بالكرد
ذاك السُّفرُ المَختومِ بطلاسِمِ الشَّرقِ الملعوبْ
ذاك الموءودِ في زوايا مدافِنِ الصَّوتِ الآريِّ هُناك ،
كاميرانٌ ... و آلافٌ هُناك ..
مُعلَّقونَ من معاصِمِ ألسِنَةِ القُرى المُنْكَحَةِ أسماؤها
يلعَقونَ أحكامَ سماسِرةِ البَشَرِ الآبديْنَ فوقَ سُلطانِهمِ الموروثْ
يحلُمونَ باللهِ ... أموجودٌ ظالِمٌ
أم قصةٌ يتناولونها مع العشاءْ ،
الآفٌ .. ملايينٌ مِنَّا
الآفُ سنينٍ
ملايينٌ من الجُثثِ ، من الحريقْ
الآفٌ أقلامٌ
ملايينٌ تواريخْ
فبأرضي و أرضِ من نُفُوا مثليْ
أَخَلَقَنَا كوقودٍ لحريقْ ،
أوهامٌ .. أوهامٌ .. أوهامْ
هي ما تعتري خارِطةَ كردستان
بأيدينا .. بأيديهم .. بيدِ اللهِ
بالأرضِ ذاتها
صبيَّةٌ تُنكَحُ تباعاً بِكُلِّ شيءٍ حيْ .
______
كاميران: أحد أكراد عفرين حُكِمَ عليهِ منذُ أيام بالسجن لمدة 8 أعوام .
28\9\2009

Tuesday 8 September 2009

مهد الأرض


كُتبت هذه القصيدة باللغة الكردية في مركز إستقبال اللاجئين في كوبنهاجن
وتم قراءتها في مهرجانٍ ثقافي نظمها الروائي و الكاتب الدنماركي ( مايكل سفينيفي ) في مهرجان (أصواتُ حولنا ) ترجمها الشاعر إلى اللغة الإنكليزية وقرأها , و ترجمها نيلس نيومان لارسن إلى الدنماركية ,حيث قرأها الممثل توماس جان هينغ بالدنماركية

مهد الأرض


أكتب عن وطن
عن شعب و أرضٍ أكتب
أجمع بيد الخيال لحظات نارٍ
أرتِّبُ القصص و الشهادات
أجعلها كتاباً ... سُفراً
ليقرأها الإلهُ النَّائِمُ
لينقُشَ في ذاكرة الزَّمنِ المُعاشِ جُرماً
دامَ ألفَ و ألفَ عامِ

أكتبُ تاريخي
عقودُ أمةٍ أكتب
و أطلق التراتيل المحرَّمة
أنشُدُها بعنفٍ
تلك التي أثارت جحور العسسِ المُعتَّم
و أهمسُ بعد تعبي :
بجبالكِ و بشفاه السوسن
بنوالك التي نسجَت أشعاريَ العقيمة
و بشهدائِكِ المارقون
سأكتب
برائحة حطبكِ القرويِّ المحترق
بزيتونك الكردي
و بحقول القطن
سأكتب
بسهولك و هضابك
بشلالكِ الثائرة
و بثلجكِ الأحمر
سأكتبُ و أكتب و أكتب
ثم سأنشِدُ شعريَ مُلوِّحاً
و دخانٌ يعترك ذاكرتي
محاولاً اجتياح المسافات من ساندهولمَ إليكم
سأصرخُ و أصرخ
سأحطِّمُ أعمدة السماء
سأرسِلُ رسلي لينبتوا في الشرق قصائِداً تعيش
ليكملوا أخلاق زارا
و عقائِدَ ممالكنا الزَّئلة

أكتبُ عن نفسي
عن اللقلقِ المهاجِرِ أكتب
أسيرُ في شوارع مدنِ
كشاعِرٍ كُتب عليه أن لا وطن له
أسيرُ
و من على كتفي تتدلَّى أقدامُ الوحدةِ القاتلة
أسيرُ و لا أدري
إن كنتُ سأصلُ إلى ترابكِ يوما
فمن أنا
من أكون
أمهاجِرٌ غائِرْ
أم كاتِبٌ هائِم
لا أدري
مازلت لا أدري
.

Jordens Vugge


Jan Pêt Khorto

(digtet er oprindelig skrevet på kurdisk, men er af digteren oversat til engelsk. Niels Iver Larsen har lavet den danske gendigtning). Digtet blev læst op som afslutning på Sommerfestivalen ”Stemmerne omkring os” ved et udendørsarrangement med overskriften ”Drømme & Visioner” i gårdhaven ved Pens sekretariat. Digtet blev først læst på engelsk af digteren og bagefter i den dansk oversættelse af skuespilleren Thomas Chaanhing.

Jeg skriver om mit hjemland
Om en nation, et land skriver jeg
Samler brændende øjeblikke op med forestillingskraftens hånd
Sætter historier og vidnesbyrd sammen
Gør en bog af dette … et evangelium
Som skal læses højt for en søvnig Gud
Som i den tid, der svinder, skal
Indprentes i minderne
Om en forbrydelse
Så det minde holder og består
I tusinder og atter tusinder af år

Jeg skriver min historie
Nedskriver tiår af en nations liv
Og sætter forbudte lovsange fri
Synger dem ud. Skånselsløst.
De sange, som skaber uro i Vogternes hule
Og hvisker derpå – udmattet:
Ved dine bjerge og liljers læber
Ved dine vævestole, som spinder mine golde digte
Og ved dine skiftende martyrer
Vil jeg skrive
Ved din stank af brændte af landsbyer
Ved dine kurdiske olivenlunde
Og ved dine bomuldsmarker
Vil jeg skrive
Ved dine sletter og dine volde
Ved dine hævnende vandfald
Og dine sneklædte tinder
Vil jeg skrive og skrive og skrive
Og så vil jeg synge mine digte højt ud
Råbe dem i vilden sky
Og ryge, imens jeg brydes med hukommelsen
For at tilintetgøre rum og tid
Afstandslænger fra Sandholm til jer
Vil jeg råbe og skrige
Vil jeg smadre himlens søjler
Vil jeg sende jer mine profeter
For i øst at udså digte, man kan leve i
For at fuldende Zaras Lære
Og vort svundne riges tro.

Jeg skriver om mig selv
Om vandrende pennestrøg skriver jeg
Vandrer jeg i byers gader
Som et digt, står det skrevet på ham
At han intet hjem har
Men blot må vandre …
Med spændte skuldre og dinglende fødder på den morderiske ensomhed …
Vandre uden at kunne vide
Om jeg en dag vinder fodfæste ...
Hvor jeg er …?
Hvor vil jeg være?
En flygtning på forbifart
En adspredt digter
Jeg ved det ikke
Ved det stadig ikke.

Monday 13 July 2009

غواياتُ جَحيمْ ... حيثُ تُحمَلُ الأوطانُ في الجُّعَبْ

حيثُ يكونُ اللامكان ... هناك
مُتلبِّساً بحضوري الكردي
مُعتكِفاً على جذعٍ عجوزٍ مُستلقيةً على افتراءِ الأرضِ الأكبر
يُرافِقني في هُدأتي شخوصٌ ... إثنانِ هُما
من محفَلِ العُقمِ حضِرنا
مُلتحفينَ بهواءِ الشَّمالِ الغريب... هواءُ آفستروب
و سُكرٌ يضاجعُنا
مُتخلِّلاً مضاجِعَ أنفاسِنا بكلِّ رخاءٍ و خلود
و صمتٌ يغتالُ حناجرنا ,
حيثُ اللامكانُ ... هناك
في غاباتِ أوفردرف
وأشجارُ سروٍ و عنَّابٍ تأطُرُنا
و الإفتراءُ العظيمُ بسكونِهِ يُبهِرُنا
نجلس
و ملائكةُ الخيالِ تشدُّنا إلى البعيد
إلى حيثُ يكونُ المستبدُّ هناك
إلى حيثُ يكونُ الوطنُ هناك
لتتشقُّقَ ألواحُ الرِّياحِ حولنا ... فنتحوُّلُ إلى سراب
كلاجئينَ ... كضائعينَ ... كمبتورينَ من ضلعٍ عظيمٍ نجلُسْ
و أنغامُ طمبورٍ تُحرِقُ بيادِرَ أراضينا,
حيثُ يكونُ الهُناكَ
قريباً من قُطبِ مملكَةِ الجليد
و إوزُّ الله و بطِّهِ يرمُقُنا
و طائِرُ الهوسكيدُ بذيلهِ الأزرقُ يرسُمُنا
نجلُسُ مُصغينَ إلى عراءِ الخليقةِ الأولى
الغوايةِ الأولى

إلى اليقينِ الأول

لتنبُتَ فجأةً ... بلا استئذانٍ
أجنحة على أكتافنا - بفعلِ فاعلٍ لم أعرفه-
تطيرُ بنا بلطفٍ
فتُغرقنا في غياهِبِ الغيوم
و تفتحَ صفحةَ أجسادنا على وجه السَّماءِ الجَّليل,
نعتلي قممَ جبالٍ
نغوصُ في هُزالِ غيمٍ تليْد
و نعودُ أطفالاً نمرحْ
مُمْلئينَ العرشَ ضحِكا
لترعُدَ بنا نُغتةً أصواتُ حوافِرَ تقتلِعُنا من سُباتِنا العميق,
نستيقظُ من سُباتٍ حالَ بنا
لنسقُطَ في هاويةِ السُّكون .
5/6/2009

Avnstrup - Denmark

تراتيلُ ثائِرٍ موقوف

(1)

كالقابضِ على أرواحٍ
بصليلٍ و تهليلْ
بين جموعِ شخوصٍ ملاًهم الغِبنُ
من على سفحِ جوديٍّ لم يُكشَف له نِقابُ
على أريكةِ الإلهِ الأكبر
بجانب الكأسِ الأولى ...أمدُّ يدي
و أتجرَّعُ زقومَ الوقتِ المتغربلِ على سفوحكِ المنتشيةِ بغبنها هي الأخرى
أمدُّ يدي
بين ألوفٍ من ألوفِ أيدي
و أقرعُ كأسيَ بكأسكِ
ثمَّ أغبُّ ماء القناديلِ المعلَّقةِ على أعمدةِ السَّخاءِ الأمِّي (سخاءً ما بعدهُ سخاء)
لتشتعِلَ على مُددٍ بيارق أطرافي كمشعلٍ ممسوس
فتُنيرُ بحلولها مساكنَ العَسَسِ
تُثيرُ في طريقها مكامنَ ليلٍ
توقِظُ خلايايا
و تُجبرني على النِّطقِ : هاوار ... هاو.....
فتصفعُني كلماتكم .. وأنتِ معهم : لا للحرِّيَّةِ المُثلى
لا للديمُقراطيَّة
لا للحُب
و نعم نعم نعم ....,,
أصمُتُ جاحِظاً ,أصمُتُ كغريقٍ , جاحِظاً
لأمسَحَ بعينيَّ الزِّيْفَ في نُطقِكُم
وأسحَبُ يديّ الجريحةَ برفقٍ
وأشدُّ بالأُخرى نِشابَ لساني
وأعدُّ بينَ خدوشِ السَّهمِ ناراً ,
أقفُ مُلَملِماً ماتبعثَر مني من دمٍ
وأقبِّلُ القرنفُلةَ جانبَ كأسي
أُرخي بعدها أصابعي
لتسقُطَ أشلاءَ جملكُم كضحايا آذارٍ
لتسقُطَ أعلامَكُم
لِتسقُطَ أقلامَكُم ... لتسقُط تسقُطْ تسقُطْ
فأراني أسقطُ أيضاً جريحاً,غريقاً في دِمائكم
أنتم ... يا من تُعلنونَ الوفاء .

حلب

2/4/2009


(2)

كإنسانٍ يهذي
كإنسانٍ ملأ رمادهُ أرجاءَ خِلوته
بكلِّ صمتٍ ... أمدُّ يدي
و أتحسَّسُ تَعِباً مكامنَ جروحي
ألعقُها باصبعي خائِراً ... فأقعُ في هاوية اللامكان
أقعُ كفارسٍ من على جوادٍ في أتونِ معارِكَ بائدة
والآف المُدى تقتُلُنيْ ,
أمدُّ يدي ... فأرى شخوصكم تتراقصُ أمامي
أراكم حولَ نارٍ اختلقتموها من حصبِ أجدادكم
أراكُم كجانٍ تتقافزون
أراكم .. أراكم .. أراكم
و أصرخُ ب لا
لا تجعلوا من عظاميَ حطبا
لا تُلفِقوا النَّارَ بنارٍ من جسدي
لا ترفعوا الَّلهيبَ إلى السَّما
فتُحرِقوا إزارَ ملائكةِ الله ها هُنا ... ( عُذرا إني أضيعُ)
لا تُحرِقوا إزارَ ملائكةِ الله ها هُناك , في الأعلى , هُنااااكْ
فأسقطُ على وجهي
وسوطٌ يجلِدُ ظهري ... رباعاً خماساً عُشاراً
و أضيعُ مرَّةً أُخرى في متاهةِ العد
وأظلُّ إلى أجلٍ مُغمى
إلى أن يأتيَ السُّوطُ و يوقظني مرَّةً أُخرى .
حلب
5/4/2009

إيليانا

إيليانا ... زنبقة الأرجوحة الأولى
تعالي ... استرقي السَّمعَ ... انظري ... و لا تأسفي
ْفهذي بروجٌ على أضرُحيْ
هذا ... قدَّاسٌ لمأتميْ
بعد أن أزالوا الشَّوكَ عن أضلعيْ
إيليانا ... عروسُ العين
ِتعالي
تبسَّمي ... وأري لألأة الحور لابنتي
تلكَ التي رضعت من ثدْي الغانياتِ عن الشَّبقِ المحرَّمِ
و أريْهِمْ ...أري الغاووْن ما شِئْتِ من تَرفٍ
و ما أردِّتِ من عقودٍ مبرومةٍ من قصصي
قصصي أنا
أنا المتوحِّد مع نثرات طيشِ الموج
أنا المتلهِّفُ أبداً للهيجان ... ,
إيليانا ... أنا هناك
فتعالي
تعالي إلى بيروت ... حُضْن البحرالأبدي
تعالي ... وارفعي الفستان إلى ما فوق الحرية منكِ
إرفعيها إلى ما فوق درجة التَّحمُّل
ْو ابسطي خلاخِلكِ في أفقي
مُهْديةً جفنك إلى السكون القابع في وحدي
و انصُتي إليَّ بقلبكِ
فليس للشَّاعِرِ لسانُ ...,
أنصتي...ففي أذنِ الليلِ يهمسُ الطَّمى غزلا
انصتي...لهمهماتِ العابرينَ النَّازفينْ
لأغاني المتسوِّلين ... اللذين هم عن حياتهم ساهوون
أنصتي ...لتضرُّعات نهودِ العذارى
ولملاحم القبلِ الأزلية... ,
تعالي إيليانا
تعالي إليَّ ... ولا تنسّيْ
أن تُحضري معكِ خجْلَ الرَّشفات الأولى لثديكِ العاري للخليقة
أن تُحضري كلَّ العقود و الأزمان و الأيامَ
التي قُضَّتْ بمناجلِ من أحرقونا
من شوّهونا
من أعدمونا
من مرَّغونا
جّلّدوْنا
علَّقونا
و اقتلعوا الأظافر منَّا
و جعلوا من عظامنا هشاشةً مُرثيةْ
أحضريأحضري معكِ أحلامهم
أحضري ما تبقَّى من لهاثِهِمْ
و صرخات أمٍّ و أبٍ و أخواتْ
و دموع غانياتٍ ... لم يُمْسِسْهُمُ إعتقال
تعالي إليَّ
فأنا ملِلتُ السُّهادَ
وقد تعبت عيني من السُّها
تعالي... استرقي السَّمعَ ... انظري ... ولا تأسفي
فالموتى وحدهم من يعرفون طعم الحياة .

المتحوِّل

(1)
هو الغيثُ يا سيدتي
هو الصَّمت الحازِمُ لحمقي
هو شفقٌ لا أكثر
للسَّابقِ المتلعثمِ نزقاً
على مُجُونِ الحرامِ من النَّسَقِ
فلا ترعدي .. بالجَّفْلِ
فإنَّ نزوعهم للرِّيح نفحٌ غانمٌ بالنَّفْسِ
ولا .. لا تبسطي الحلمَ الجارفَ بالمثلِ
فللجزءِ الحائرِ عنفٌ
لا يجتريه نسقُ .

(2)
هو المتشرزمُ يا سيدتي
على ضلعِ الذّكر الواهي بفسقهِ
مؤنساً سُكرَالقناديل بعزفهِ
على الرَّملِ المُخطَّى بعشقهِ
مُلحِداً استباقاتهم رُسُلاً من الَّلحِدِ
إذ ينفخُ بالأرضِ قدَماً
من الجَّذرِ .. إلى الجَّذرِ
مُسرِفاً أنيناً قابعاً في سديمهِ الْغَاني زبولاً,
فحاءِنٌ أجلُ القصص
و أمَّا للمعانقات .. فليسَ للفراشات من النَّار بسَنَدِ .

(3)
هو المتزمِّتُ الصارخُ بالأعمدة
هو المسلولِ من الضِّلعِ
هو المشنوقُ برغيفهِ الأعمى
هو الصَّارخُ .. ذاك المُنْجَسِدُ أملاً بالوقت العارض لحنقهِ
حنق المنْسَلِّ من الزِّمَمِ
فابتدعي .. يا معبودةً منذُ الأزلِ
خلائقً له ..
ليمتلئ الشَّغفُ المزلول به رَقْصاً من العُقَدِ
و أسْرفي .. يا آلهةً رفضتِ العرشِ
أسرفي في النَّغمِ
فلعشقه ترانيمٌ لم تُصحَح به قلم .

(4)
هو اليراعُ الطَّافحُ يا سيدتي
هي الكأسُ العاشرةُ التي بها يهذيْ
هو الكرديُّ المزلول بين أضرحةِ القدمِ
هو العنِّينُ القابعُ من الصِّغَرِ
عن أهلِ الترفِ الحائم بالسَّهرِ
فبالحلولِ عليه صومي
لأنَّهم بالوا عليه من الكُسَرِ .
(5)
هو المتحوِّلُ .. يا زائرةً منذُ الأجلِ
عن الطَّعنِ المأخوذِ من السُّفَرِ
هم عتاريْسٌ .. يُنظمونَ العِتْقَ على العُتَقِ
و يُسْلِمُونَ المتاريسَ الهائجات عن الشَّغَفِ
فلا بمحمدٍ ليهذي
ولا بالمتسولينَ للغارقات غُنْيَاً بفُنَنِ
فأنيخي
..و أسردي لهم سِفْرَ النائمِ من الزُرَمِ[1] .
------
1 . الزرم : هو من قُطع عليه بوله .

أمم الصَّمت

تجلَّيْ يا أُمَمَ النِّطْقِ
استرسلي بما لديكِ من شركٍ
تجلي علينا
نحن الأمَّةُ الغارقةُ بالفِتْكِ
و أخبرينا ما بضيرٍ
إن كانت مراسيمُ الآلهةِ لا تتحف بنا
أخبريناإن كنَّا نحن ( أبناء العُقَدِ المخمَّرة)
لا نستحقُّ الخبزَ المُحَلَّل
َإن كنَّا نحن
من أُغْرِقَ في أعماقهم كلُّ كلمةٍ تنضحُ بلا
المتضرِّعون أبداً إلى أثداءِ إمهاتهم
المنفيونَ إلى الخارج وإلى الداخل منهم
المشرَّدون في أقاليمكم...لا نستحقُّ ترابنا المُتَعفِّنِ
إن كنَّا عابري سبيل
ٍأشباهَ قومٍ
مُنِيْخِيْنَ ما بدا منَّا أبدا لعتريسٍ سفَّاحٍ
أخبرينا يا أمم
ما الحقُّ ما التَّبريرُ الدّائِمُ للسَّاسَةِ العُمَّى
ما التَّعْبِيرُما الكلمةُ إن اغتيلتْ قبل أن تكتب الأنَّى
فقد أُنهِكَتْ ضُلوْعُنا
و انبثقت من بين أصابِعِنَا الدُّممُ
إذ يقولون اقتطاعٌ
يولون هيبةْ
يقولون خيانةٌ
يقولون أمَّةْ
يقولون رُحَّلاً أتَو
يقواون اخصوهم كي لا يولِدُو
افبأيِّ إلهٍ ذاك الذي هم به يؤمنوا
بأيِّ شفةٍبأيِّ وجهٍ يقولون نحن للأرضِ أبرارُ
بهم أخبرينا يا أمم
بمواثيقِكِ اللّاهثة
بحقِّ إنسانك المُغتالِ
و بعقودِ الإذعانِ ... أخبرينا
ألا لهذا التَّأريقِ أن يوءدْ
ألا لعينِ ذاكَ الطِّفلِ الخديجِ أن تُسدّل
ْالا لذاكَ الكهلِ الضريرِ أن يُبصِرَ قبل أن يُدفنْ
الا للثَّكالى من أُمهاتنا
ولظهورِ آبائنا
وللدمعِ في أعين أَخَوَاتنا
و لليالِ اللَّظى لعشيقاتنا
و لأملِ النِّطقِ في لسانِ أطفالنا ... أن يُعلنْ
فقد نُفِلَتْ مضاجعُنا
و بالت على أوداجِنَا كلُّ دولةٍنحن تحت عرينهمْ كفَّارُ
أخبرينايا أمم المصالحِ الكُبرى
ألا لذاكَ المطر المغيَّبِ أن يُذعَن له بأن يرويَ عطشنا
و أن يسقيَ المرْتَ1 في قلوبنا
و أن يشفيَ اللَّثمَ الظَّاهر في جروحِنا
فقد حُدَّت علينا أعلامُنا
و عسفَ2 الحلقُ إيذاناً بخروجنا
نحن أمة الصَّمتِ
أمة التَّراتيلِ الأمِّيَّةْ
أمة الأنفالِ
23/11/2008